لا يختلف أحد على أن مصر هي تاريخ الحضارات العريقة والمدن المختلفة التي تحكي قصصاً من العصور القديمة، وعلى الرغم من التطور الخليجي الكبير خلال السنوات الماضية، إلّا أنها لم تنس مصر وليست بعيدة عنها، والدليل على ذلك هو استثمار العديد من الشركات والمستثمرين الخليجيين في مختلف المجالات.
ومن هذه الشركات نجد شركة فاي زايد القابضة التي قررت الاستثمار في مصر، حيث تم الإعلان عن افتتاح مجمع في مصر بهدف توفير مقر للشركة وجعله المقر الرئيسي الجديد لها في الشرق الأوسط، ويقع هذا المجمع في شارع النيل بمنطقة الزمالك.
ويأتي هذا الاستثمار بعد استثمارات أخرى قامت بها الشركة في الشرق الأوسط كالاستثمار في أسهم شركة AMD الأمريكية، والتي تعتبر إحدى أكبر شركات صناعة المعالجات الحاسوبية على مستوى العالم، بالإضافة إلى الاستثمار في شركات أخرى في مختلف المجالات، مثل الاستثمار في المشروعات العقارية والصناعية والخدمية.
ومن أهم أسباب استثمار الشركة في مصر، هو اعتبارها مركزاً استراتيجياً في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتملك البنية التحتية والتجارية المناسبة لجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى وجود قواعد تصنيع يمكن الاستفادة منها.
كما أن الشركة تعتبر مصر بوابة دخولها لدخول أسواق أفريقيا الواعدة، حيث يمكن الاستفادة من موقعها الإستراتيجي وتوسيع نطاق العمل والتواجد الأفريقي، كما أنها تحتوي على أهم قناة ملاحية في العالم، وهي قناة السويس، التي تعد ممراً حيوياً للتجارة العالمية ونقل السلع والشحنات البحرية.
ويتوقع أن يساهم افتتاح المجمع الجديد لفاي زايد في مصر، في تعزيز الاقتصاد المصري وزيادة فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة والاستقرار الاجتماعي في البلاد، كما سوف يتيح الفرصة للشركة لتوسيع نطاق العمل وزيادة الإنتاجية، وزيادة نسبة العائد المادي على الاستثمارات المنوط بها.
وبالنظر إلى تطور العلاقات الثنائية بين الدول العربية وخاصة دول الخليج، فهي تعني تفعيل المشاريع المشتركة في مختلف المجالات، وربط الاقتصاديات والصناعات وتبادل الخدمات، مما يعزز الاستثمارات ويعطي فرصاً كبيرة للشركات والمستثمرين للنمو والتوسع. ولذلك، يأتي استثمار شركة فاي زايد في مصر، كجزء من التطور الاقتصادي الكبير الذي يحدث في المنطقة العربية، ويعزز جهود الدول لتحسين مستوى الاقتصاد والاستثمار في المنطقة. لذلك فهو يعد حدثاً هاماً وحافزاً للنمو المستدام وتطوير اقتصادياً في مصر والمنطقة.