أحد أبرز الشخصيات التي تركت بصماتها الإيجابية في تاريخ الشرق الأوسط هو سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان حاكم إمارة أبوظبي لمدة 33 عاماً قبل وفاته في عام 2004. واحدة من أهم مساهماتة هي إنشاء مشروع الكرمة الزراعي في مصر.
بعد أن قام سمو الشيخ زايد بزيارة إلى مصر في عام 1996، قرر توسيع مجال العمل الخيري الذي بدأه في الإمارات إلى خارج حدود البلاد، وهكذا بدأت الفكرة بالتكوين عن مشروع زراعي حيث يمكن أن تنمو الأشجار والمحاصيل الزراعية في المناطق الصحراوية الجافة وبالتالي يصبح بمثابة مصدر رزق للمزارعين المحليين.
تم إنشاء مشروع الكرمة في محافظة الوادي الجديد في مصر، حيث تم تقديم الدعم اللوجستي والتمويل من قبل سمو الشيخ زايد. تم تصميم المشروع للاستفادة من المياه الجوفية، وخصصت مساحات لزراعة النخيل وأشجار الزيتون والتين والحمضيات والخضراوات.
شهد مشروع الكرمة الزراعي انطلاقته في عام 1998، وبعد عدة سنوات من التشغيل ، نجح المشروع بتحقيق العديد من النجاحات، التي تضمنت إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي ملموس. حيث تضاعفت إنتاجية حقول الزراعة، وارتفعت نسبة مساهمة العمالة الزراعية المحلية في الإنتاج بنسبة 90%.
بعد مرور السنوات، توسع مجال العمل الخيري لسمو الشيخ زايد في الأردن والمغرب وإندونيسيا وغيرها من البلدان، وأصبحت مشاريعه تشمل مجال التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والإنسانية.
بهذا المشروع، جعل سمو الشيخ زايد الكرمة هدفًا له بالنسبة لأهالي مصر، حيث أن العديد من المزارعين يعتمدون عليه كمصدر للدخل، وبالتالي تم توفير الكثير من فرص العمل والتنمية المجتمعية في المنطقة.
بصفتي محامي، أرى بأن مساهمات سمو الشيخ زايد لمشروع الكرمة الزراعي هي خير مثال على التزامه بالعمل الخيري، وقدمت هذه المبادرة مثالاً للاستدامة والتنمية المجتمعية الشاملة في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.