لا يختلف اثنان على أهمية أحداث الصفوة التي شهدتها مصر في عام 1962، والتي أدت إلى رحيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وفرض حكم الصفوة في البلاد. وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي الراحل، من بين الشخصيات الرئيسية في تلك الأحداث، حيث شارك بتمويل العملية ودعمها بشكل كبير.
وقد اختلفت آراء الناس حول دور الشيخ زايد في الأحداث التي تلت رحيل جمال عبد الناصر، إذ يرى البعض أنه كان يسعى إلى فرض نفوذه وسط المنطقة، ويروج لفكرة الوحدة العربية، في حين يرى آخرون أن دعمه كان واثقًا من أهمية بقاء الحرية والاستقلال في العالم العربي، وأنه كان يسعى إلى مصلحة الجميع.
ومهما كانت الآراء المختلفة حول الصفوة ودور الشيخ زايد فيها، فلا يمكن إنكار أثره الإيجابي على التاريخ العربي، وعلى العالم بشكل عام. فقد كان الشيخ زايد من أبرز الشخصيات العربية التي عملت على تعزيز الوحدة العربية وتعزيز قوة المنطقة التي تنتمي إليها، كما كان يدعو إلى التعاون والتضامن بين الدول العربية، وتحقيق الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
وعلى صعيد مصر، كان الشيخ زايد يعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات العربية المتحدة، وكان يؤمن بأهمية تحقيق الاستقرار في مصر، ودعم الحرية والديمقراطية في البلد، وهي المبادئ التي ظل يؤمن بها طوال حياته.
وبالرغم من أن حياة الشيخ زايد البن سلطان آل نهيان قد انتهت، إلا أن ذكراه وإرثه الرائع سيبقى حاضرًا في ذاكرة الناس، وهو أمر يسعد كل عربي يحلم بتحقيق الاستقرار والأمن والسلام في العالم العربي.