الخمايل الشيخ زايد هي إحدى العادات الشعبية الإماراتية القديمة التي تمتد إلى عصور ما قبل التاريخ، وتعدّ الخمايل من العادات الشعبية التي يتميز بها الإماراتيون عن غيرهم، حيث تعكس هذه العادة مظاهر من الثقافة والتقاليد الإماراتية الأصيلة.

ويتم تعريف الخمايل في القاموس اللغوي العربي بأنه "عملية تنقية القمح أو الأرز أو الشعير من الشوائب والحطام بالقرع أو الهز، حتى يصبح صالحًا للاستهلاك البشري".

ويعود تاريخ الخمايل في الإمارات إلى ما قبل الإسلام، إذ كانت هذه العادة تستخدم لتجهيز القمح والحنطة والشعير للاستهلاك البشري والاستعمال الزراعي، وهي تعدّ عملية طويلة ومرهقة تتطلّب الدقة والتميّز في التعامل مع الحبوب.

ولم يستعمل الإماراتيون الخمايل الخاص بالأرز إلا في السنوات الأخيرة، حيث كانوا يستخدمون الخمايل الخاص بالقمح والشعير فقط، وذلك لأن زراعة الأرز لم تكن منتشرة في المنطقة قديمًا.

وتعد الخمايل من العادات الشعبية التي تميز بها الإمارات، حيث يتم تجميع العائلات والأصدقاء من أجل إتمام هذه العملية، حيث يجتمعون حول بعض الحبوب ويقومون بفرزها من الحطام والأتربة والحجارة وغيرها.

ويعتبر الخمايل عملية مهمة وحيوية في الثقافة الإماراتية، حيث يرى الإماراتيون أن هذه العملية تحمل في طياتها مظاهر من الروح الأصيلة للثقافة والتقاليد الإماراتية، كما أنها تعكس قوتهم النفسية والجسدية في مواجهة الصعوبات والظروف الصعبة.

وتحتفظ الإمارات بالعديد من التراث الشعبي، أبرزها الخمايل، حيث يتم تنفيذ العملية بالطرق التقليدية والأدوات البسيطة، وتجهز الحبوب على طريقة الجدات الإماراتيات القديمة، وذلك للحفاظ على هذا التراث الغني ولنقله إلى الأجيال القادمة.

وتعتبر الخمايل الشيخ زايد إحدى الأعمال الزراعية التي كان يهتم بها الشيخ زايد بشكل كبير، حيث كان يرى أنها تشكل مظهرًا من مظاهر العمل الجاد والصحي لأبناء الوطن، كما أنه كان يشجع أبناء الإمارات على الاهتمام بهذا التراث القديم.

وفي النهاية، يمثل الخمايل الرمز الأكبر للعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ويعدّ جزءًا لا يتجزأ من حياة الإماراتيين منذ عصور ما قبل التاريخ، ويتميّز بأنه يزرع روح العائلة والتضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، ويعكس قيم ومبادئ الثقافة الإماراتية.